الجمعة، 29 يوليو 2011

الامتحان الصعب




أكتر من عشر سنين بـ ندخل و نخرج من امتحانات عجيبة مرة عربي ، على دراسات و كيمياء و رياضة و إدارة و اقتصاد و تحاليل و اجتماعيات .. و غيرها كتير كل واحد و كليته بقى ...

كلها امتحانات ... عارفين كويس أوي إيه اللي هـ يجرى فيها و بـ نذاكر لها و يا صابت ، يا خابت و أنت و شطارتك ، لكن تفتكر شطارتك لوحدها تنفع في امتحان أنت متعرفوش !!

امتحان مفاجئ كده – زي القضا المستعجل – فجأة بعد تعب كتير لقيت نفسك في موقف عجيب و لازم تقف و تستمر و إلا مجهودك كله يضيع !

قعدت " أدعبس " على إجابة للسؤال ده ، و كالعادة الإجابة " مش بـ نتعلمها " بـ بلاش ، بلاد تشيلني و مشاكل تحطني لحد ما الحمد لله قفشت الخيط اللي لو كنت قفشته من الأول مكنتش أتمرمطت كده ... ده أنا طلع عيني !

و أتاري الموضوع كله أن لمّا يجيلي امتحان مفاجئ مينفعش أخاف ، أو أهرب ، و لا أقف مبلم و مأخدش خطوة !

لمّا يجي لي امتحان مفاجئ و أنا عارف أن شطارتي في جيبي و ممكن أستخدمها و مستخدمهاش يبقى محتاج عسل نحل بيقولوا بيظبط معدلات الذكاء !

لمّا يجي لي امتحان مفاجئ مينفعش أرجع عن اللي وصلت له و أبدأ من الأول ، لأن الحياة ياما فيها امتحانات مفاجأة ، زى ما فيها فرص مفاجأة ، و الامتحان يبقى صعب فعلا لمّا توصل لنجاح و يجي لك  الامتحان يشوفك هـ تأوح و تصبر و لا هـ تقع زى غيرك ...

أتاري حل الامتحان الصعب طلع كلمتين " التزام ، و مسئولية " لو التزمت بمسئولياتك اللي بـ تفرضها على نفسك ، أو فرضها عليك الواقع دون أي تخاذل منك هـ تعدي في الحديد ... 



افتتاحية عدد يونيو من مجلة فورورد الالكترونية
لتحميل العدد أضغط هنا

الأربعاء، 27 يوليو 2011

ياما كان نفسي أبقى " نملة " !




بتفكر في العنوان كتير ليه !

إيه الغريب لمّا أحب أبقى نملة .. على الأقل عمرك ما سمعت عن نملة جه لها جفاف و لا أتسممت من أكل فاسد !

طب عمرك سمعت عن نملة أشتغلت طول الشهر عشان تاخد فى الآخر 300 جنية و ميكملوش إيجار الشقة !

بلاش دول ، طب سمعت عن نملتين حبّوا بعض و كانوا عايزين يتجوزوا و فى الآخر الموضوع اتفركش عشان العفش و الشبكة !

بس على فكرة أنا مش عايز أبقى نملة بسبب الحاجات دي ، ما هو أنا لو بقيت نملة هأقعد طول الصيف أشيل في أكل للشتا و يتقطم ظهري و ممكن أبقى حرامي لو شغلوني في بيت ، و ممكن صاحب البيت يطلع ناصح و بشوية جاز أو الحاجات العجيبة اللي بتطلع فى المقدر جديد و يرشني أموت فيها !

لكن أنا عندي طموح واسع بصراحة أني أبقى نملة في تصرفاتي .. على رغم من أن النملة صغيرة أوي بالنسبة لنا إلا أنك إذا رخمت عليها فى مره و هي شايلة على ظهرها شوية أكل و ماشية يا دوب بالعافية و قعدت تسد عليها طريقها هتفكر بسرعة و تغير مسارها و تحاول تاني ، و لو قفلت عليها تاني هتحاول تالت و عمرها ما تزهق !

طب هو أنا فرقت إيه عن النملة ! ما هو أنا برضه بالنسبة للكورة الأرضية صغير و حاجة مش باينة أساسا – عمرك شوفتنى من جوجل ايرث مثلا ! – و الدنيا بتلطش فيّا ، لو بقيت نملة بقى هبقى رخم و هأقعد أحاول مرة و اتنين و تلاتة لحد ما أوصل للي أنا عايزُه ..

و على رغم أن النمل صغير أوي ، لكن لو استعصى عليه حمل عمره ما يسيبه ، لا إزاااي – هووب – يصفر و يجمّع باقي النمل معاه و يشيلوا الحمل سوا و كلهم عِند و تحدي و إصرار أنهم يخزّنوه .. أكل عيشهم بقى و أكل العيش مر !

و أرجع أسأل نفسي ، هو أنا ليه – أحيانا – أبقى أناني و عايز النجاح كله لنفسي رغم أنه ممكن يستعصى عليًّ أوي ، طب ما أنا أشارك أصحابي و نشتغل كلنا مع بعض و ننجح كلنا ، و أهو بالمرة نطبق مثل ابدأ بنفسك ، و شد اللي جنبك !

و الجميل بقى أني عمري ما شفت نملة في عز ما هي شايلة حمل تركنه على جنب و تريح شوية يومين تلاتة كده و ترجع تشيله و تكمل .. لا دايما تلاقيها نشيطة و قوية و بتتحمل كل اللي يحصل فيها و أحنا فالحين نخنق عليها و نحط رُخامة و نشوء قال إيه هتعطس و تخبط فى الرخامة !

يا عينى علينا يا بني أدمين يا دوب بس لو الجو بقى حر شوية الواحد يسيح و يبقى عايز المروحة و يحط قدامها لوحين تلج – قال يعني بابا جاب تكييف ! – و يسيب اللي في أيده قااااال إية " الدنيا حر .. أوف مش هعرف أشتغل ! " ، ما تخليك نملة كده و نشيط خلص شغلك و أبقى ريّح براحتك ...

و بما أن اليومين دول المصطلحات الجديدة هلّت علينا ولا هلال رمضان و بقى في حاجات جامدة تحرير ، و بنات – جامدة – دبابة  ،  فأنا قررت أكون شاب نملة !

نشر بعدد مايو 2011 بمجلة فورورد الالكترونية
لتحميل العدد اضغط هنا

الاثنين، 25 يوليو 2011

توك توك .. الشهرة !



      تفتكر دايما إن إحساس الغيرة من حد ناجح ، أو مشهور إحساس سيء مينفعش نحس بيه ، لأنه بيشمل جانب من الحسد و في نفس الوقت ممكن يحسسنا بالنقص اللي عندنا !

بس هو مين فينا كامل أصلا – مش لازم يكون الكلام على الإنسان بشكل خاص ، ممكن يكون الكلام على مؤسسات كاملة بكل أشكالها و أنواعها و توجهاتها – دايما إحساسنا بالغيرة يرتبط بشيء ناقصنا في نقطة زمنية معينة – لحظة إحساسك – بس أنت هتقف عنده !

طبيعي إن حياتك هتستمر و مش من الذكاء إنك متستفيدش من الغيرة دي ، لأنها بتكشف لك إيه اللي ناقصك عشان تجتهد فيه و تكمله مش تقف مكانك وقفة الميّة في الجردل !

لكن مشكلة الغيرة إنها أحيانا بتحصل مع أشخاص ميستحقوهاش ، حد نجح نجاح سريع مثلا أو فجأة بقى مشهور في وقت قصير !

أنا فاكر من فترة طلع مطرب شعبي – من اللي لا تعرف له صوت و لا كلمات – و ساعتها تكاتك المنطقة كلها كانت بتشغل أغانيه لحد ما بقى أشهر واحد في المنطقة و صباح القشطة بقى لمّا عرفت أن الأفندي دة محدش يعرفه إلا في منطقتنا ، شهرة مزيفة يعني أو محدودة !

الشهرة دي متفرّحش أكيد ، لأن نطاقها ضيق و شبة مزيفة ، لكن السؤال الأكيد أعمل إيه عشان أبقى مشهور بجد مش زى أخينا دة ؟

متدورش على الإجابة أو تستناها مني لأن الشهرة ما هي إلا انتشار – طويل الأجل – لقدراتك و مهاراتك ، متفكرش أنك هتحصل عليها بسهولة لأنها مش ساذجة تدي لك مفاتيحها فجأة كده ، متفكرش أنك هتحصل عليها من مرة واحدة لأنها مش صفقة و لا خبطة دي عملية صعبة و ليها مراحل ...

بلاش تسعى ليها بدرجة الجنون ، أو تفتكر أن علاقاتك هتسندك لأنها في لحظة بتتبدل و ممكن تضيع ، أشتغل أنت و خلّي شغلك يشوف النور ، تعرف تسوّق لشغلك ؟

أقول لك على سر ... نظرية التوك توك أحيانا بتنجح بس خلّيه يمشي على مهله ، و أبقى هات له رخصة عشان يعرف يمشي براحته في كل حتة ، و خليه يقول أفكارك مش أسمك بس !

افتتاحية عدد مايو 2011 من مجلة فورورد الألكترونية 
لتحميل العدد أضغط هنا :)

الأحد، 24 يوليو 2011

إعلام الشوارع ... مطلب شعبي !



    إمبابة ، أرض اللوا ، دويقة ، تبين ... دة أكيد مش خط المترو الجديد ، و لا منادي على ميكروباص !

دي مجرد أغنية لفريق ( بلاك تيما ) تخيلت بسببها لو فعلا في ميكروباص بيروح و يلف كل الأماكن دي و بـ يتعامل مع كل ساكني المناطق دي ، يعني لو شغّل أغنية و سمعها كل اللي راكبين معه هـ يتأثروا بها غصب عنهم ... ما بالكم بقى الأيام اللطيفة اللي أحنا فيها دي و كله مشغل الأخبار ليل نهار ، و أصعب حاجة يمر بها أي شخص أنه يأخذ قرار مصيري يؤثر في حياته فما بالكم لما يأخذ قرار يخص وطن بحاله ، أو قرار يؤثر في العالم كله !

مجرد رسائل و كلمات و تمتمات ممكن نتأثر بها و تكوّن عندنا رأي جديد عن شيء معين ، و مع تكرار الرسائل دي بشكل مستمر بـ يمثل حالة من التوتر و نوصل لنتيجة من تلاتة ، إما الإحباط و تأخذ قرار بعدم اتخاذ القرار المهم دة ، أو تأخذ قرار بناء على ارتياحك للمعلومة أو الشخص اللي بـ تسمع له و سمحت له يؤثر عليك ، أو تبدأ تبحث بنفسك و تأخذ قرار و تتحمل المسئولية بناء على مجهودك ...

مش عايز دماغكم تروح للحاجات القريبة أنا عايزكم تشوفوا الموضوع بشكل أكبر من كده !

مشهد مش قادر أنساه من مسلسل شيخ العرب همام لمّا جه درويش – لا حول له و لا قوة – طلع وسط الناس و قال القيامة يوم الأربع الجاي ... و الناس كلها صدقت و الخبر أنتشر لغاية ما وصل الصعيد و الناس برضُه خافت و صدقت !

تخيلوا لمّا واحد يؤثر في شعب بحاله و يخليه يفكر في اتجاه معين نحو حاجة معينة من مجرد إشاعة في الشارع ... طب تقولوا إيه بقى في الناس اللي عندها بعض المصداقية و وسائل تقدر تستقطب بها جمهور يسمعهم و ينشر عنهم اللي سمعه في كل حتة ... مش دة برضُه زى إشاعة صاحبنا !!!

النوع دة من الرسائل الإعلامية الموجهة بقى منتشر و بشكل يستفز أي متلقي للرسائل دي ، و بما أن الإعلام بقى ( إعلام شوارع ) خلينا ننزل و نقول اللي عندنا في الشارع ... لعل حد يستجيب ! 


افتتاحية عدد ابريل 2011 ، من مجلة فورورد الالكترونية
لتحميل العدد كاملا أضغط هنا