السبت، 23 يوليو 2011

MP3 لكل مواطن .. و كيس بلاستيك !



      قاعد في الميكروباظ ، واقف في نص الشارع مستني الأتوبيس اللي عمره ما جه في ميعاده و مش هـ يقف في محطته طبعا !

قاعد مستني تحت المدرج اللّي مبتشوفوش إلا في المواسم – أخر كل ترم – مستني المدرج يفتح عشان تطلع تقعد في أخر بنش !

غالبا الأوقات دي بـ تبقى قاعد أما بـ تبص على كل حاجه حواليك و مبتعملش أي حاجة في الدنيا ، أو لو أنت اجتماعي شوية تصطاد أي حد و ترغي معه في أي حاجه في الدنيا لحد ما الوقت يعدّي و تخلص مصلحتك !

أنت ليه مفرط أوي كده في حقك ... يا راجل أنا لو منك أعمل اعتصام في وسط النيل و أطالب بحقي في عيشه من غير ملل و لا زهق ، أطالب بحقي في أن وقتي ميضعش في زحمه المواصلات ، أطالب أن مفيش واحد غتت يفتح معايا كلام و أنا مش طايق أسمع منه حاجة و يتدخل في اللي ملوش فيه و يقعد يفتي عليَّ ، أطالب بحقي في أني مسمعش ألفاظ زى – التيييت – بكل بجاحة !

أوقات كتير بـ تضيع في كلام فاضي من غير ما نستفيد منها بأي حاجة .. طب ماذا لو لو ... أدينا MP3 لكل مواطن بس بشرط ، أنه ميستخدموش في سماع الأغاني اللي جابتنا ورا ، و لا يسجل عليه ذكرياته المؤسفة مع أبله فتكات بتاعه ابتدائي !

عندنا 100 ألف حاجة نسمعها غير الأغاني و تسجيل الذكريات ، مش هـ أقول ننزل دروس و لا خطب و الكلام الكبير دة لأن كده كده مع الدوشة نسبة كبيرة مش هـ تبقى مركزة و هي ماشية فى الكلام دة ، إيه رأيكم لو مليناه قصص ، برامج بسيطة من أنتاج الشباب و مفيش أكتر منها دلوقتي إذاعات الانترنت غرقتنا ببرامجها اللي فى أوقات كتير بـ تبقى مسلية و في نفس الوقت فيها معلومة ... أية رأيك تكسب معلومة و تسلي وقتك و تنعزل عن دوشة العالم اللي حواليك .. فكّر بسرعة العرض دة ساري لغاية ما أشوف كل مواطن شايل MP3  ... المفروض تضحك دلوقتي :))

على فكرة لسه فاضل الكيس البلاستيك ... دة بقى استخدامه سهل و بسيط أي حد تشوفه بـ يشتم أو بـ يقول ألفاظ مش لطيفة أو صوته عالي ... خليه يدفع جنيه و حطه في الكيس على طول و أن مدفعش كعبر الكيس – جاي من صفة الكيس المكعبر – و على طول أحشره في فُمّه – جاي من فَم البٌق يعني – و أجري على طول لأن الطريقة دي مش مضمونة بس أنا قولت أرضي ضميري و أقولكم على كل الوسايل المتاحة ...

الفكرة بكل بساطة أننا محتاجين نطوّر و نحسّن ثقافة الاستماع و الحديث ، ميبقاش كل تفكيرنا المطرب الفلاني نزل أغنية وااو و نسأل السؤال المعتاد هي نزلت MP3 و لا لسة ! أو الممثلة الأخت المحترمة المبجلة اللي دايما لابسة زى الـ - تييت - خلصت الفيلم الجديد و لا لسه ... ما أحنا عندنا أدباء و مفكرين و علماء و مذيعين و إعلاميين ممكن نسمع لهم و لا هي الكحكة في أيد اليتيم عجبه !!

و زى ما محتاجين نسمع حاجات كويسة تنور اللمبة اللي فوق دي ، محتاجين نطوّر أسلوب كلامنا ، يعنى ( فكك ) بقى من الجو ( الفاكس ) بتاع الأفلام دة و الشباب ( السيس ) تبطل تستخدم الشتايم في كلامها ، عجبنى أحمد حلمي لما قرر أنه يستخدم التيييت بدل أي لفظ خارج كانت فكرة عبقرية .. بدّلها و قول تييت لحد ما تبطل تييت خالص ... في النهاية أنا اناشد السادة المواطنين – لأن الحكومة كان الله فى عونها مش فاضيه للمطالب الفرعية دي – أن يكون لكل مواطن MP3 و كيس بلاستيك و أنا من ناحيتي عايز واحد بسكويت بالملح ...


المقال منشور بعدد مارس من مجلة فورورد الألكترونية :)
لتحميل العدد أضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق