الأحد، 2 مايو 2010

حكاية الممنوع !


لعل لفظ " حكاية الممنوع " توحي بأن القضية أكبر من وصفها بكلمات داله عليها ، فقد يكون الممنوع عبارة عن حديث سياسي ساخر ، و قد يكون الحديث عن قضية اجتماعية ساخنة لكنها ممنوعة من النشر ، و قد يكون الممنوع هو الحديث في " الجنس " و هذا ما أطلق عليه ( الممنوع المرغوب ) ...


الكلام على إيه ؟!

قضية اجتماعية شائكة بدأ التنويه إليها و الاهتمام بها في السنوات الماضية بشكل مكثف و في الآونة الأخيرة ظهرت مفردات تفرض نفسها على ساحات النقاش و على صفحات الجرائد و وسائل الإعلام المختلفة ، مثل ظهور كلمة ( الجنس ) بشكل مكثف ، أو كلمات دلالية عليه مثل

( جرائم الاغتصاب ، التحرش الجنسي ، الشذوذ الجنسي ، السحاق ، الإباحية ... الخ )

ظهرت أيضا مصطلحات شبابية يرددها الشباب بدون وعي منه بخطورة معناها مثل كلمة

" سيس " و المأخوذة عن كلمة " " sissy بمعنى " مخنث " !

و كل ذلك للأسف يعرض على مرأى و مسمع عامة الناس ، الصغير ! قبل الكبير .. مما استدعى بعض الباحثين و العلماء إلى الدعوة بدراسة مادة التربية الجنسية بالمدارس و التي لاقت هجوم جماهيري شديد ، كان غالبية هذا الهجوم للأسف بدون وعي بحجة " انتو هتفتحوا عينين العيال ! " أو بدافع الحرج من مناقشة تلك المواضيع مع أولادهم ..

إذا فكر كل من هاجم هذه الفكرة قليلا ، كيف يرد على سؤال ابنه ، و هو سؤال شائع جدا عند الأطفال فبكل براءة تجد تلك العبارة ترن في أذنك " بابا .. أنت و ماما جبتوني إزاى ؟! " و كعادة جميع الآباء و الأمهات يهربون من إجابة تلك الأسئلة رغم أهميتها الشديدة !!

لحظة من فضلك .. أنا أيضا لست من مؤيدين هذه تطبيق الفكرة في جميع المدارس ، و لكن من مؤيدين تطبيقها على الجانب الشخصي بمعنى أن تكون التوعية من المنزل أولا و تدريجيا حسب المراحل السنية لعمر الطفل حتى يبلغ و هنا تبدأ رحلة جديدة في اكتشاف عالم جديد يطل عليه و لابد هنا أن تكون التربية فيها جانب إرشادي كبير خاصة الإرشاد الديني حتى يعرف كلا من الشاب و الفتاة حدود الله جيدا ..

الحكاية فيها فلوس !!

و نظرا لتكرار تلك الكلمات على مسامعي ، كان من الأحرى بي أن أبحث عن أصل تلك المشكلة و كيفية صياغتها هل هي حقا مشكلة ! أم هي ظاهرة ! أم هو واقع يفرض سيطرته علينا ! أم هو واقع يمكن تغييره و التحكم فيه ؟!

و بعد بحث تبين لي أنه يجوز الحكم عليه بأنه الأربع صفات متمثلين في كيان واحد يسمى ( الشهوة )

و لكن يكمن الاختلاف هنا في تعريف كلمة الشهوة على وجه الخصوص ، حيث تعرف الشهوة على أنها الميل و الرغبة و تنطوي على أمرين فهي فطرة غريزية بشرية ، و لذة جثمانية جسدية و لذلك فهي موجودة في أصل خلقتك التي خلقك الله عليها ، و الغرض منها هو تحقيق المتعة للرجال و النساء .. إلى هنا يتوقف التعريف عند غالبية ممارسي الشهوات الجنسية و نسوا الجزء الأهم و الذي نكمله في ( حفظ النسل ) و هو الغرض الأساسي من تلك الشهوة ...

و على غرار ذلك التعريف و تحديدا في سبعينيات القرن العشرين انتشرت الأفلام و المجلات الإباحية نتيجة الثورة الجنسية في الغرب !

و ذلك ليس بجديد ! فإن التصوير الجنسي و الأجسام العارية أمر قديم جدا يرجع إلى حضارات قديمة قامت بذلك و مؤخرا نشرت عدة مقالات تبرز أنه في الحضارة المصرية القديمة كانوا مولعين بالجنس و أنتشر فيها الشذوذ الجنسي أيضا !!

و لكن توالت تلك الثورات الجنسية المستفزة حتى وصلت إلى الشرق العربي و في الثمانينات و مع اختراع الفيديو زادت تجارة الجنس بصورة كبيرة كما ازدادت رواجا في التسعينات مع ظهور الانترنت و ظهور الآلاف المواقع الإباحية على الانترنت و بدأت الكثير من الشركات ببيع الأفلام الإباحية عبر الانترنت !

و بما أننا شعوب عربية فنحن أكثر تحفظا من ذلك العالم الغربي المهووس ، فاكتفينا بظهور المايوهات البكيني ، و انتشار الأفلام التي تعرض شخصية الخنافس – مثل شخصية " لوسي " في فيلم إشاعة حب للفنان الراحل يوسف بك وهبي و الفنان عمر الشريف و الفنانة سعاد حسنى ) كما انتشرت مقولة مشهورة كانت تردد على باب السينمات " هو الفيلم دة مناظر و لا قصة " و ظهور تحذير ( هذا الفيلم للكبار فقط ) حقا .. و نعم التحفظ !!

و في الآونة الأخيرة أصبح الموسم السينمائي لا يخلوا من تلك الأفلام التي نحن في غنى عنها ، و من أكثر ما يستفز أي شاب غيور على دينه و وطنه جملة ترددها كثير من الفنانات ( أنا مبعملش بوس إلا إذا كان في سياق الدراما ) !! ( يا ريته يجي عالبوس بس ) !!!!

و مع ظهور الانترنت كان هذا ما فتح المجال أمام الشباب للبحث عن المشاهد الساخنة على صفحات الانترنت و بالطبع كان أول ما يظهر لهم قديما ، تلك الأفلام الإباحية الأجنبية و التي ارتبطت بكلمة " Pornography " و التي اختصرت في كلمة Porno أو Porn و غالبا ما اختلطت مع Erotica أو لفظة xxx و ذلك للتحايل على بعض مضادات تلك المشاهد !

و بما أن المسوق الناجح هو من يعلم ما يحتاجه الجمهور المستهدف و من ثم يقوم ببيعه له ، هنا بدأ كشف الوجه عن القناع الصهيوني الإسرائيلي حيث انتشرت أفلام أجنبية مدبلجة و مترجمة إلى العربية ، و بالتتابع الزمني و ازدهار تلك التجارة بدأ إنتاج الأفلام العربية و هي في الأساس أفلام إسرائيلية .. ليس من الصعب عليهم استخدام اللغة العربية فهناك يهود عرب !!

و للرواج أكثر فأكثر تم عمل أكثر من لهجة عربية لإرضاء جميع الأذواق !

و مع بداية حركة التجارة الالكترونية أصبح من السهل ربط تلك المواقع الإباحية التي تم دبلجتها إلى العربية بمواقع الربح المادي التي ترتبط في الأساس بالتمويل اليهودي و من ثم أصبح أنه أي زيارة لتلك المواقع المشبوهة يؤدي إلي ارتفاع رصيدهم الحسابي في البنوك الالكترونية و من ثم زيادة في رأس المال اليهودي و بالطبع مصير تلك الأموال معروف لدى الجميع !
و هكذا يصبح الجنس و الدعارة تجارة ( غير مشروعة ) لكنها للأسف رابحة !

مبالغات مسمومة

و تعد هذه الأفلام و الصور من أكثر وسائل الإباحية رواجا بين أوساط الشباب بمختلف المراحل العمرية و للأسف أن من ضمن الترويج لتلك الثقافة الخاطئة قد يبدأ من المدارس خاصة المدارس الحكومية !!
حيث يلعب المدرسين – مِن مَن هم ضعاف النفوس – دور الواعظ و الناصح لطلابه فيبدأ في التحدث معهم عن تلك المشاهد بدور إرشادي و لكن للأسف قد يستخدم الكثير منهم ألفاظ نابية لا تصدر من معلم لتلاميذه ففتح أعينهم لما هم في غنى عنه ، و قد يكون المراهق على مستوى معين من التربية لا يسمح له بسماع تلك الألفاظ فيكون دور المدرس في اتجاه معاكس و مغاير لما يدعو له و بالتالي فإن أول ما يبحث عنه هذا المراهق هي تلك الممارسات التي سمع عنها من معلمه و هنا تكمن الخدعة ..

فتبدأ معاناة جديدة تصيب المراهق ، و فخ جديد ينصب له و هو ( العادة السرية ) هي طريق إلى لذة جنسية مؤقتة !!

و تلك العادة هي المفتاح لمبالغة أخرى يقع فيها ممارس تلك العادة حين يشب و يكبر و يصل إلى مرحلة الزواج فيكون لديه تصور أن طول الفترة الجنسية يصل بقدر ما يشاهده في الأفلام و أن الطريقة المثلى لممارسة الجنس هي تلك الطرق الشاذة التي يشاهدها !!

و من خلال البحث تبين لي أن هناك بعض الأفلام قد تصل مدتها إلى ساعتان ! و في الأفلام العربية تصل إلى نصف ساعة و الساعة الكاملة !!
كل ذلك يدور في إطار من المحاولات الجنسية الشاذة باستخدام فيتامينات و مقويات معينه الهدف منها إطالة تلك الفترة و التي أصبح الترويج لاستخدام تلك المقويات أمر عادي و شائع في الوسط الإعلاني و أصبح التمثيل لها بالصورة أمر عادي !!!!
و في ذلك خدعة للرجل و المرأة و تتمثل في أن العلاقة لابد أن تطول و أن في قصرها عيب مما يقلل من هيبة و قيمة الرجل !!

و الصحيح و الذي يراه خبراء الصحة الجنسية أن الطول المثالي لفترة الممارسة الجنسية هو ما بين السبع إلى ثلاث عشرة دقيقة ، و أن ثلاث دقائق تعد فترة جيدة أيضا .. و أن الأمر يعد نسبيا من طرف لآخر و من علاقة لأخرى ...
فلماذا الارتكاز و الخضوع لتلك المبالغات التي يدسونها بين الشباب من خلال تلك الأفلام الساقطة !!


الحركة العربية بشعار ( لا للإباحية ) !

لا للإباحية .. شعار جميل التف حوله أكثر من مليون شاب و فتاة من سكان موقع الفيس بوك ، لكنه للأسف يبقى مجرد شعار !
عندما تبحث في الموقع المذكور تجد في حدود 200 مجموعة اجتماعية لها نفس الهدف و يلتف حول كل مجموعة منها ما يتجاوز الألف شاب و فتاه و لكن لا حركة للأمام !
و من أشهر الحملات التي لاقت صدى واسع حملة " أوعى تميل " و هي حملة طلاب جامعة الإسكندرية للتوقف عن مشاهدة المواقع و القنوات الإباحية ..

و ما يميز تلك المجموعة عن غيرها هو التسلسل في عرض الفكرة و الحل عن طريق سؤال و عدة أجوبة ، و في النهاية تجد الحل يشرق أمام ناظريك في تسلسل زمني يبدأ من 30 دقيقة و يتدرج إلى يوم كامل و من ثم تعيش باقي حياتك بطبيعة رائعة و تبدأ في الاستقرار ...

و تكررت أيضا تلك الحملات عشرات المرات في جميع الجامعات على رأسهم جامعة القاهرة و عين شمس .. الخ

و لكن العيب في هذه الحملات أنها حملات جهرية بشكل مبالغ فيه فقد يتحّرج البعض من المشاركة في هذه الحملات خاصة البنات من ذوي العفاف و الحماسة الدينية ، لكن ذلك لا يمنع حيائها كبنت أن تشارك في حملة تحت شعار " لا للإباحية " ، و هنا تجلت فكرة جديدة و هي

" راقي بأخلاقي " و قد بدأتها إحدى دول الخليج و اتخذها طلاب الجامعات المصرية عنوانا لهم و انتشرت بشكل واضح و نشاط حيوي في جميع الجامعات و شهدت جامعة القاهرة جانب كبير من تلك الحملة و ضم جروب الحملة على الفيس بوك ما يتجاوز الـ 12.000 عضو ..

و بهذا فإن التصدي لهذه المواقع و القنوات الإباحية أمر يمكن التحكم فيه و لكن الأهم أن يصل حقا للفئة المستهدفة حيث أن متابعي تلك الحملات غالبا ما يكون من الشباب ذو الوعي الاجتماعي و لديهم خلفية دينية لا بأس بها و لكن على الجانب الآخر و هو الأكثر انتشارا لا تجد لديه أي حماسة أن يقرأ حتى و لو لافته تصده عن ما يفعله ، و تلك هي المشكلة !!


الحل في 2% !!

من أشهر أقول د. طارق سويدان أنه إذا أسطعنا إصلاح 2% من الشباب ليكونوا قادة المستقبل ، هنا يكمن بناء الحضارة ...

تعالوا لنطبق ذلك المثال عمليا و بغض النظر عن أي أحوال سياسية ، أو اقتصادية ، أو اجتماعية فإذا غيرنا و أصلحنا 2 % من هؤلاء الشباب فإننا قادرون على إصلاح ضِِِعف عددهم في المرحلة التالية ، و هكذا يبدأ العدد في التضاعف ..

و بالطبع يبادر ذهنك سؤال ، لماذا لجئت إلى ذلك الحل رغم طول مدته الزمنية ؟! لماذا لا تقم الحكومات بإغلاق هذه المواقع الإباحية ؟؟

في مثال من دول شرق آسيا و هي الصين ، حيث دشنت حملة صارمة ضد الإباحية عبر شبكة الانترنت ، شملت إغلاق الآلاف المواقع الإباحية على الشبكة يتعدى السبع الآلاف موقع إباحي ..

و لكن كان التحدي الأكبر ، هو كيفية التخلص من ( الأعضاء الصناعية ) التي تباع في الأسواق !!

و جاء ما ينسف تلك الخطوة الجريئة بابتكارهم ( غشاء البكارة الصناعي ) و طرحه في الأسواق !!

و مثال آخر من الواقع العربي ، حيث صمم إحدى المبرمجين فيروس مسلم أسماه ( يوسوفالي A ( يقوم برصد أي كلمة من الكلمات الإباحية في مستعرض الانترنت و من ثم يقوم بعرض آية قرآنية بالعربي و الانجليزي و يطالبك بالخروج فورا و أن لم تفعل سيقوم بقفل جميع النوافذ في جهازك بسرعة و عمل ريستارت .. و لكنها من أفشل المحاولات أيضا !!

و من هنا لجأ البعض إلى تصميم بعض البرامج التي تساعد بشكل أو بآخر على منع تلك البرامج من أجل انترنت نظيف و آمن ، و قد تكون تلك الطريقة من أفضل الطرق المطروحة على الساحة لحل تلك المشكلة و لكن من الذي يستخدمها أيضا !!

كل تلك الأسباب هي ما دفعتني لاختيار الحل طويل الأجل و الذي اتسم بروح الجماعة و يتسم بنشر ثقافة التوعية الثقافية في جميع المجالات من ضمنهم تلك الثقافة الممنوعة المرغوبة ( ثقافة الجنس ) في إطار ديني علمي يتسم بالموضوعية و الإقناع لا الإجبار و ليكن الحذر الأكبر من أنه كل ( ممنوووووع مرغوووب )


في النهاية قد أكون عرضت الموضوع بشكل يتسم بالاستفاضة و الشرح و قد تكون أزعجتكم بعض الألفاظ الصريحة و الجريئة و لكن تلك هي الحقيقة التي نعيشها و التي تدور حولنا و بدلا من أن تناقشها الأفلام السينمائية بشكل مبتذل يطغى عليه الشذوذ ، فقد يكون الحل في أيدينا نحن الشباب فنحن أحق و أولى أن نناقش حكاية الممنوووع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق