كثيرا ما يعطينا الزمن ومع ذلك لا نقدر نعمة الله إلا أذا مررنا بتجربة قاسية ولن يقدر احدنا معنى حكمة أو مثلا ما إلا بتجربته بنفسه وقصتنا هنا بنيت على حكمة تقول " كما تدين تدان"
كلنا نقولها ولكن هل تخيلت أن تمر بموقف يتضمنها وقتا ما ...
هنا توجد أسرة تعاني ، من غياب الأب الذي يعمل بالخارج لتوفير المال والحياة الأفضل لأسرته ، المكونة من زوجة تتميز بالصبر الشديد وتتحمل كل متاعب الحياة ومخاطرها وحدها وأيضا تتحمل مشكلاتها النفسية كل هذا لكي تحقق حلم بناء مستقبل أفضل لأولادها الاثنين ...
محمود شاب يبلغ من العمر 21 سنة
طالب بأكاديمية هندسية ولكنه كثيرا ما يرسب فيها ، له الكثير من أصدقاء السوء ، ولا يعرف في حياته سوي تضيع الوقت وعقوق والديه والبنات !
و أخته نور بنت الـ19 عام
التي تتمتع بروح طيبة وتدين ، وأخلاق حميدة و تتميز بجمالها الرائع وهى طالبة بسنة أولى صيدلة جامعة الإسكندرية ، و التي تتحمل متاعب السفر لحبها في الصيدلة وأملها في التحويل السنة المقبلة للجامعة المجاور لهم وهى القاهرة ، نظرا لنبوغها الدراسي وحبها للصيدلة ...
وفى ذات يوم كانت نور قد اتفقت هي و أصدقائها على الذهاب إلى الجامعة بسيارة إحداهن ...
فاستيقظت من النوم مبكرا لكي تصلى الفجر وجلست تقرأ الأذكار وتقرأ القرآن كعادتها اليومية ... ثم أدت صلاة الضحى وذهبت تحضر الفطور ، وأيقظت أمها لكي تتناول الفطور معها وسألتها عن أخيها محمود فردت أمها و قد بدأت الدموع تترقرق في عينيها " مجاش من امبارح و انا خايفة عليه و على مستقبله اللى بيضيعه بإيده من غير ما يحس ، هو مش حاسس إن الاكاديمية دى بتسحب فلوس بالكوم كل سنة ! و السنين اللى عمال يسقطها دى هو مقدرش يجيب مجموع عشان يريحنا ويخش هندسة فى جامعة حكومية ، وعشان حلم ابوه فيه من زمان انو يكون مهندس دخله أكاديمية خاصة ! "
فقامت نور بتقبيل رأس أمها ويدها وسألت ربها أن يهدي محمود ..
حينها كان محمود مع أصدقائه بسيارة أحد أصدقائهم يتجولون في شوارع القاهرة هرجا و مرجا ويتعاطون من المخدرات ما هو كفيل بإذهاب العقل في
( التوهان الكبير و عالم من الهلاوس ! ) و ذلك بحجة إذهاب همومهم !!
فأقترح أحد أصدقائهم أن يذهبوا إلى صديقهم الذي يسكن في الإسكندرية لأن عنده كل أنواع ( المزاج ) العقلي والجسدي ...
فقرروا جميعا الذهاب إلى الإسكندرية ، وهمّوا إلى طريق الإسكندرية ، وفى الطريق تعب محمود من كثرة السهر فنام ، ولم ينم باقي أصدقائه وهم في الطريق شاهدوا سيارة بها ثلاث بنات أخذوا يقومون بمضايقتهم ، وإلقاء ألفاظ بذيئة لهن
فقامت إحداهن بسبهم لأنه استثار غضبها حين سمعت لفظ خارج منه
حينها قام محمود من النوم سائلا عن ماذا الذي يحدث ، فأجابه أحدهم أنهم غازلوا البنات في السيارة المجاورة فقامت إحداهن بسبهم ..
فضحك محمود وقال لهم " شتمتكم عليّ الطلاق لو سبتوهم متبقوش رجالة "
ورجع إلى نومه مرة أخري كأنة تيقظ لإعطائهم النصيحة فقط !!
وبالطبع استجاب أصدقائه لكلامه و بدئوا بمضايقتهن بالسيارة وسدّ الطريق عليهن .. الخ
واستمروا في مضايقتهن إلى أن فقدت البنت التي تقود السيارة أعصابها وفى أول لافتة إعلانية كبيرة ارتطمت بها السيارة ..
فقام محمود من النوم فزعا ورأى السيارة المرتطمة فأسرع مهرولا يقول لصديقه
" الحق اجري بسرعة أول ملف و ارجع "
فأسرع صديقه بالسيارة وفى أول ملف الذي يبعد بمسافة كبيرة عن مكان الحادث في طريقهم إلى القاهرة وعندما مرّوا مرة أخري بمكان الحادث وجدوا سيارة الإسعاف و أناسا كثيرون حول السيارة فعلموا جميعا أن هناك مصيبة كبرى ، بكي أحدهم وأمرهم أن يذهب كل منهم إلى بيته وينسي هذا الموضوع ولا يحكي فيه مع احد حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون ...
فرجع محمود إلى البيت فعندما رأته أمه سألته " كنت فين يا محمود لغاية دلوقتى ؟ " فرّد " كنت بذاكر مع واحد صاحبي ! " فتابعت سؤالها " و هو في مذاكرة بتقعد لوش الصبح كده !! "
فأخذهم الكلام فقام محمود بالزعق وعلّى صوته على أمه
" إنتي بتكلمي عيّل صغير ، انا كبرت خلاص مش عيّل هتخافي عليه ! " ، وتركها ودخل إلى غرفته ...
حينها كان جرس تليفون المنزل يرّن ، فأرتجف محمود خائف أن يكون احد أصدقائه المشتركين معه في الجريمة ويخبره بأن الشرطة أخذت خبر ..
فذهب لكي يختلس السمع و يعرف ما الأمر ، فسمع أمه تبكي بصوت عالي و تسأل أين تلك المستشفى ؟؟
فتعجب محمود وجري عليها سائلا " في إيه ؟!! " قالت له وهى تجري إلى غرفتها لتبدل ملابسها ، إن أخته نور كانت على طريق الإسكندرية ذاهبة إلى الجامعة مع صديقتها في سيارة أحد أصدقائها وقاموا بحادث وأن بنت منهم توفت والذي حدثها لا يدري إذا كانت نور على قيد الحياة أم لا ودعت الله أن يتم ستره ...
فأرتجف محمود ليس خوفا من الشرطة ولكنة أدرك أنها الحادثة الذين تسببوا فيها ..
جريا محمود وأمة مهرولين إلى المستشفى ، وعندما ذهبوا أبلغهم الطبيب أن نور على قيد الحياة ، ولكنها للأسف فقدت بصرها ..
دخل محمود إلى غرفتها فوجد وجهها مغطى بالشاش ومملوء بالدماء فوقع على الأرض متذكرا الجملة التي كانت نور تقولها له دائما
"" يا محمود قبل ما تفكر تضايق أي بنت ؛ افتكرني دايما ، أفتكر إن ليك أخت ""
لمشاهده القصه بالاخراج على مدونة الكاتب اتبع الرابط
لمشاهدة القصة على صفحتى فى موقع الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق